كيف تستمتع بأشعة الشمس

يمكن أن تكون أشعة الشمس مفيدة لنا فنحن نحتاج إلى ضوء الشمس لإنتاج فيتامين د و لبناء عظام قوية. إن إشعاع الشمس هو قوة شفاء ومع ذلك  كما هو الحال مع أي شكل من أشكال الإشعاع يمكن أن يكون الإفراط في التعرض له خطيرا ، لذلك يجب أن نتعامل معه بقدر معين من الحذر. كما أن لأشعة الشمس تأثير سلبي على المناعة بشكل طفيف مما يعني أنه يمكن أن يضعف جهاز المناعة. هذا هو السبب في أن قضاء عطلة طويلة  على شمس الشاطئ قد يؤدي إلى تفشي بثور الهربس الفموي (قروح البرد). إذا كنت مصابا بنزلة برد فمن المستحسن تجنب التعرض المفرط للشمس.

إن ضوء الشمس ليس نفسه في جميع الظروف. يحدد كل من الوقت و اليوم والموسم والموقع الجغرافي شدته. يكون وقت الحماية الطبيعي لبشرتك أقصر عندما تكون بالخارج في منتصف النهار في منتصف الصيف على سبيل المثال أو إذا كنت في الجبال لأن الأشعة فوق البنفسجية تزيد في الارتفاعات العالية. في البحر ، يتم تضخيم الأشعة فوق البنفسجية من خلال انعكاسها من الماء. في المناطق الاستوائية ، عندما تكون الشمس في أوجها في الصيف،  يكون للأشعة فوق البنفسجية مسار أقصر عبر الغلاف الجوي للأرض ، مما يجعلها أكثر كثافة.

تعتمد المدة التي يجب أن تقضيها في الشمس أو حتى تجنبها على عوامل بيئية مثل هذه  وكذلك على نوع بشرتك.

مؤشر الأشعة فوق البنفسجية (UVI) الذي توفره العديد من خدمات حالة الطقس هو مؤشر جيد لخطر الضرر الناجم عن التعرض لأشعة الشمس. إذا كنت في عطلة أو في الهواء الطلق فيمكنك التحقق من UVI عبر الإنترنت على هاتفك الذكي. يعتبر مؤشر من ٣ إلى ٥ معتدلاً - إذا كان المؤشر من ٦ إلى ٧ فمن الأفضل البقاء في الداخل خلال منتصف اليوم ما بين ١١ صباحا و ٣ مساءً.

يتكون ضوء الشمس من موجات ضوئية بترددات مختلفة تصل إلينا أجزاء معينة من هذا الطيف الإشعاعي على الأرض:  الأشعة تحت الحمراء ذات الموجات الطويلة الحارة وغير المرئية ، الضوء المرئي ، والأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة. تنقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى أشعة UVA وأشعة UVB وأشعة UVC

تخترق أشعة UVA طبقات البشرة العميقة لتصل إلى الأدمة. يزيد التعرض المفرط لأشعة UVA من شيخوخة البشرة ويمكن أن يؤدي إلى فقدانها لمرونتها. تسبب أشعة UVA "باسمرار فوري" يستمر لفترة قصيرة فقط. تعمل أشعة UVA على تعزيز تكوين الجذور الحرة ، وبالتالي تهاجم الخلايا وجزيئاتها بشكل غير مباشر (مثل الحمض النووي والبروتينات). على المدى الطويل ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شيخوخة البشرة المبكرة أو سرطان البشرة. ليس هذا فقط ، ولكن الأشعة فوق البنفسجية تسبب فرط تصبغ الجروح  ، إذ يمكن أن تصبح البشرة المحيط بالجرح أغمق وتظهر كندبة واضحة خلال عملية التعافي الطبيعية.

أشعة UVB هي أطوال موجية أقصر وذات طاقة أعلى مقارنة بأشعة UVA وهي مسؤولة بشكل أساسي عن حروق الشمس والتسمير طويل الأمد. تصل أشعة UVB إلى طبقة البشرة العليا فقط  لكنها يمكن أن تلحق الضرر بنوى خلايا البشرة مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

عادة تمتص طبقة الأوزون الأشعة فوق البنفسجية ذات الموجة الأقصر والأشعة فوق البنفسجية الشديدة بشكل خاص ولا تصل إلينا على الإطلاق. لذلك من المهم ارتداء ملابس مناسبة تؤمن حماية إضافية في الأماكن التي تكون فيها طبقة الأوزون هشة وقابلة للاختراق أو على ارتفاعات عالية في الجبال.

إذا تعرضت البشرة لأشعة الشمس المباشرة بشكل متكرر ولفترات طويلة من الوقت على مدى سنوات عديدة ، فإن هذا سيزيد من تجاعيد البشرة. هذا رد فعل البشرة عند التعرض لأشعة UVA التي تهاجم الألياف المرنة في الأدمة ، من بين أمور أخرى. بالإضافة يمكن أن يتسبب ذلك في ظهور اختلالات صبغية غير مرغوب فيها من الناحية التجميلية (بقع بنية أو بيضاء أو حمراء) على الوجه والرقبة والساعدين.

بشرتنا فريدة من نوعها مثلنا تماماً. لتسهيل الأمور ، صنف أطباء البشرة بشرة الإنسان إلى أنواع مختلفة من البشرة. كل نوع يتفاعل بشكل أو بآخر مع الشمس. يشير ما يسمى بـ "وقت الحماية الذاتية" إلى المدة التي يمكن أن تتعرض فيها بشرتك لأشعة الشمس - بدون حماية - قبل الإصابة بحروق الشمس. يختلف طول هذه المدة حسب نوع بشرتك. إن التواجد في الجبال أو المناطق الاستوائية أو بجانب البحر يقلل المدة التي تستطيع فيها بشرتك حماية نفسها من أشعة الشمس .

لا ينبغي أبدا تعريض الأطفال والرضع لأشعة الشمس دون وقاية. تزيد تقرحات حروق الشمس التي تحدث قبل سن العشرين من خطر الإصابة بسرطان البشرة.

أخذ حمامات الشمس دون اتخاذ أي احتياطات هو ببساطة كأنك تخبز نفسك تحت أشعة الشمس الحارقة على الشاطئ  و هو ضار بشكل

خاص للبشرة.

إذا كنت ترغب في أخذ حمام شمسي ، يجب أن تفعل ذلك قبل الساعة ١١ صباحا وبعد ٤ مساءً. بالنسبة لشمس الظهيرة ، هناك ثلاث قواعد رئيسية:

١ - تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في منتصف النهار كلما أمكن ذلك.

٢ارتدي ملابس واقية

٣  استعملي كريم واقي من أشعة الشمس على بشرتك

لا ينبغي استخدام واقي الشمس باعتدال ولكن بسخاء. القاعدة الأساسية هي أنه يجب استخدام مليجرام من واقي الشمس لكل سنتيمتر مربع من البشرة. اعتمادا على حجم الجسم ، يتوافق هذا مع ١.٥ إلى ٢ جرام للوجه والرقبة  وهو ما يعادل تقريبا كمية من الكريم بحجم حبة الجوز.

نصيحة أخرى هي شرب عصير الجزر يوميا إذ يساعد ذلك على الحماية من حروق الشمس "من الداخل إلى الخارج".

أول ما يجب فعله في حالة الإصابة بحروق الشمس هو التوقف عن التعرض للشمس على الفور. ، يمكن لجسمنا أن يبدأ في إصلاح خلايا البشرة في غرفة محمية من أشعة الشمس.

مع حروق الشمس من الدرجة الأولى تصبح البشرة دافئة وتصاب بالاحمرار. وغالبا ما يكون ذلك مصحوبا بحكة أو إحساس حارق. بإمكانك تبريد المنطقة المصابة من البشرة بمنشفة مبللة. العلاجات الطبيعية مثل الزيوت الأساسية التي تحتوي على مستخلصات زهرة العطاس ونبات القراص أثبتت أيضا فعاليتها في علاج الحروق. رشيها  بشكل مخفف على منشفة مبللة ثم ضعيها على المنطقة المصابة بحروق الشمس لتسكين الألم.

حروق الشمس من الدرجة الثانية أكثر خطورة و تدخل بعمق في البشرة مما يؤدي إلى ظهور تقرحات فيها . اعتمادا على شدة الأعراض ، يجب استشارة الطبيب. في حروق الدرجة الثالثة تحدث أضرار جسيمة لجميع طبقات البشرة مما يتسبب في تشقق البشرة في بعض الأماكن ويتطلب عناية طبية فورية.

كمادات الكوارك تساعد بشكل كبير في تبريد البشرة لمدة تصل إلى أربع ساعات. يحتوي لبن الزبادي على المزيد من السوائل لذا فهو ليس بنفس الفعالية ، ولكن إذا لم يتوفر لديك أي شيء آخر ، يمكنك أيضا صنع لفائف باردة بالزبادي. ببساطة ضع قطعة قماش نظيفة على منشفة شاي ثم ضع الكوارك البارد على الكمادة  وقم بتغطيتها بقطعة قماش نظيفة ثانية ، وقم بتغطية كل شيء بمنشفة أخرى ثم ضعها على المنطقة المصابة. لا تضع الكوارك مباشرة على البشرة  لأنه يمكن أن يلتصق بالبشرة مع ارتفاع درجة حرارته تدريجياً.

الزيوت أو الكريمات الدهنية ليست جيدة لحروق الشمس لأنها يمكن أن تسبب تراكم الحرارة في البشرة. لمنح البشرة عناية إضافية استخدمي لوشن مرطب خفيف.